تمهيد:
يقع الكتاب في 405 من القطع المتوسطة، يتطرق
الدكتور بالحديث عن موضوع شيّق وهام يتعلق بـــــ (مدارسات في القرآن الكريم، تعرض
مشروع "مجال القرآن" بصورة عمليّة، يرجى لها أن تجعل المؤمن يندمج في
فضاء القرآن، ويتلقّى آياته، كلمة كلمة، تلاوة وتزكية وتعلما)....
صاحب
الكتاب:
صاحب الكتاب هو الدكتور فريد الأنضاري ولد
بإقليم الرشيديّة جنوب شرق المغرب سنة 1380ه الموافق 1960م وقد حصل على دكتورة
الدولة في الدراسات الإسلامية من جامعة الحسن الثاني بكلية الآداب، كما حصل على
دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية من جامعة محمد الخامس، وقد نال
بجائزة في الدراسات الإسلامية من جامعة السلطان محمد بن عبدالله بالمغرب.
وقد صدر للدكتور فريد الأنصاري العديد من الكتب
الإسلامية التي تعالج قضايا الأمة الإسلامية بمفهوم واقعي منها: التوحيد والوساطة
في التربية الدعوية، أبجديات البحث في العلوم الشرعية، قناديل الصلاة، سيماء
المرءة في الإسلام بين النفس والصورة، مفهوم العالميّة، الفطريّة، جماليّة الدين
وغيرهم.
محتوى
الكتاب:
يقارن
الدكتور بأولى صفحات الكتاب الفرق بين قدماء الأمة بدءا من النبّي صلى الله عليه
وسلم مرور بالصحابة إلى التابعين وبين خلف الأمة في كيفية تعامل الفريقين مع
القرآن، يتحدث كثيرا عن عدم تاثيرنا بالقرآن حسب المطلوب وأصبحنا ضعفاء وكأننا
نعيش في الوقت الذي أشار عليه السلام "غشاء كغثاء السيل"!، يقول الدكتور
في كتابه أن الفرق بيننا وبين السلف هو أن "السرّ كامن في منهج التعامل مع
القرآن" فالذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح هو "تلقّ
للقرءان آية آية، وتلقّ عن القرآن حكمة حكمة، على سبيل التخلق الوجداني، والتمثل
التربوي لحقائقه الإيمانية العمر كله حتى يصير القرآن في قلب المؤمن نفسا طبيعيا
لايتصرف إلا من خلاله"، فحوّلوا مجرى التاريخ بوقت وجيز جدّا...
يتحدّث
الدكتور أيضا في كتابه عن العلاقة بين الإنسان والقرآن وجعل عنوانهما جذابا
للإنتباه فقال: "من أنت وماهو القرآن"؟!، كلمات موحاة من عمق الأدب
والفصاحة، قال في بداية المبحث: "أنت هنا في ذرة صغيرة جدا تائهة في فضاء
السماء الدنيا، وربّك الذي خلقك وخلق كلّ شيء هو محيط بكلّ شيء علما وقدرة
وعلما"!.
لاحظ
الدكتور في كتابه بمشكلات الأمة الإسلامية في العصر الحديث من اضطهادات ومعارك
شرسة وخلق العداء فيما بينهم، ولقد أكّد الدكتور أنّ "السلام العالمي لن يكون
إلّا وليد النور الإلهي، النور الذي يشرق في قلوب المؤمنين بالخير والجمال:
بمايسكبه القرآن في وجدانهم من معاني الحق والعدل والحريّة، ودون ذلك يخوضها
القرآن بكلماته ضدّ كلمات الشيطان وإلا بقيت البشرية تغض حلاقيمها بفاكهة آدم إلى
يوم الدين، والقرآن وحده يكشف شجرة النار، ويتلف فاكهتها الملعونة"...
تحدّث
الدكتور عن موضوع هام جدّا وهو الخطوات المنهجيّة لتدراس القرآن وذكر منها ثلاثة
منها:
الأولى:
تلاوة القرآن بمنهج التلقي: وهو "استقبال القلب للوحي على سبيل الذكر:
إنمايكون بحيث يتعامل معه العبد بصورة شهودية أي كأنّما يشهد تنزله الآن عضّا
طريّا!".
الثانية:
التعلم والتعليم بمنهج التدارس، والثالثة: التزكية بمنهج التدبر، وذكر الفرق بين
التدارس والتدبّر "فالتدارس هو عمليّة تعليمية ذهنية، تشتغل من داخل النصّ
القرآني لاخارجه، وينتجها العقل في علاقته بنصّ الخطاب القرآني مباشرة"،
بينما التدبّر هو "عمليّة قلبية ذوقيّة محضة فهي -وإن صاحبت التدارس- واقعة
في النفس لافي النصّ".
ثم تطرقّ
الحديث عن المنهج العملي لإقامة مجالس القرآن، وقد ذكر ضوابطا هامة يجب مراعاتها
لنجاح الجلسة منها:
1= لابدّ
من تجريد القصد لله
2= تحيّن
أوقات الإنشراح النفسي للقرآن مع مراعاة أدب الجلوس
3= عدم
الإخلال بمواعيد الإجتماعات وعد طول وقت المجلس
4= الحرص
على عدم استفحال عدد الجلساء
5= تجنيب
الجلساء الدخول في الجدل العقيم
6= تحديد
أهداف المجلس من التدارس والتذكير بها بين الحين والآخر.
ثم شرع
الدكتور كخاتمة للكتاب في تفسير عدد من السور كالفاتحة والفرقان ويس وغيرهم بتفسير
واقعي عذب سلس يعالج عدد من الحوادث الكبيرة في العصر الحديث والكتاب رغم صغر حجمه
إلا أنه يحمل في طيّاته كثير من الفوائد والحكم...
إعداد الأخ: عبدالله كيسمايو

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق